حنين الى الماضي........

وليست عشيـّات الحمى برواجع ٍ . . عليــك , ولكن خلّ عينيــك تدمعــــــا


وأذكـــر أيــام الحمى ثم أنثني . . على كبدي , من خشيةٍ أن تـَـصَـدّعا


مالذي يحرك مكامن الحنين إلى الماضي؟ ..


صورة قديمة ؟ .. شعرة بيضاء؟ .. أم حاضرٌ أليم ؟.


أليس مظهراً من مظاهر الساديّة أن نلتقط الصور لحبس الزمن داخل إطارها ,


لكي تُعذبنا في أزمنة لاحقة ؟ .


هروبي من حاضر مؤلم لأعيش لحظة غابرة مع صورة قديمة ,


هو اختياري لأهون العذابين ! .


هل الحنين مرادف للحسرة ؟ ..


اشعر أنني ممل حين أكتب موضوعاً كلّه أسئلة بلا إجابات ..


وكأنني لم أتعلم شيئاً خلال ثلاثة او اربع عقود ..


لماذا أصبح الماضي عذباً الان ؟ .


ولماذا لم أتذوّق عذوبته حين كان حاضراً ؟ .


في طفولتي ..


كنت أظن أن كل شيء موجود من أجلي ,


لا موجوداً بذاته .


نظري للأشياء من زاوية واحدة ضيّقة ,


كان مريحاً أكثر و أقل إرباكاً من نظري اليوم للشيء الواحد من زوايا عدّة .


كان مريحاً أن يلقنني غيري إجابات محددة لا أتجشم عناء البحث عن غيرها ..


وهذا ما جعل الانتقال من مرحلة الانفعال إلى الفعل ,


ومن اللامسئولية إلى المسئولية صعباً .


ولن يعود الماضي ..


ولا عشيّات الحمى .. لسبب واحد ,


وهو أن الكماليات المدهشة في الماضي أصبحت اعتيادية بمذاق الضروريات ! .


هل كان الماضي عذباً فعلاً ؟ ..


إذا كان ذلك صحيحاً , فعليّ الإسراع بتذوّق الحاضر قبل أن يصبح ماضياً هو الآخر ! .


وما حسرتي اليوم على الماضي إلا حنينٌ إلى وقتٍ لم أعطه نفس القيمة التي أمنحه إياها الآن بالحديث عنه ..


وليست عشيـّات الحمى برواجع ٍ . . عليــك , ولكن خلّ عينيــك تدمعــــــا


وأذكـــر أيــام الحمى ثم أنثني . . على كبدي , من خشيةٍ أن تـَـصَـدّعا

تح ياتي .............:::::::::::